سورة الزمر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


قوله عز وجل: {أمَّن هو قانتٌ} في الألف التي في {أمّن} وجهان:
أحدهما: أنها ألف استفهام.
الثاني: ألف نداء.
وفي قانت أربعة أوجه:
أحدها: أنه المطيع، قاله ابن مسعود.
الثاني: أنه الخاشع في صلاته، قاله ابن شهاب.
الثالث: القائم في صلاته، قاله يحيى بن سلام.
الرابع: أنه الداعي لربه.

{آناء الليل} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: طرف الليل، قاله ابن عباس.
الثاني: ساعات الليل، قاله الحسن.
الثالث: ما بين المغرب والعشاء، قاله منصور.
{ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه} قال السدي: يحذر عذاب الآخرة ويرجوا نعيم الجنة.
وفيمن أريد به هذا الكلام خمسة أقاويل:
أحدها: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حكاه يحيى بن سلام.
الثاني: أبو بكر، قاله ابن عباس في رواية الضحاك عنه.
الثالث: عثمان بن عفان، قاله ابن عمر.
الرابع: عمار بن ياسر وصهيب وأبو ذر وابن مسعود، قاله الكلبي.
الخامس: أنه مرسل فيمن كان على هذه الحال قانتاً آناء الليل.
فمن زعم أن الألف الأولى استفهام أضمر في الكلام جواباً محذوفاً تقديره: أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً كمن جعل لله أنداداً؟ قاله يحيى. وقال ابن عيسى: المحذوف من الجواب: كمن ليس كذلك.
ومن زعم أن الألف للنداء لم يضمر جواباً محذوفاً، وجعل تقدير الكلام: أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.
{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: هل يستوي الذين يعلمون هذا فيعملون به والذين لا يعلمون هذا فلا يعملون به، قاله قتادة.
الثاني: أن الذين يعلمون هم المؤمنون يعلمون أنهم لاقو ربهم، والذين لا يعلمون هم المشركون الذين جعلوا لله أنداداً قاله يحيى.
الثالث: ما قاله أبو جعفر محمد بن علي قال: الذين يعلمون نحن، والذين لا يعلمون عدونا.
ويحتمل رابعاً: أن الذين يعلمون هم الموقنون، والذين لا يعلمون هم المرتابون.


قوله عز وجل: {للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنةٌ} فيه وجهان:
أحدهما: معناه، للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة في الآخرة، وهي الجنة.
الثاني: للذين أحسنوا في الدنيا حسنة في الدنيا فيكون ذلك زائداً على ثواب الآخرة.
وفيما أريد بالحسنة التي لهم في الدنيا أربعة أوجه:
أحدها: العافية والصحة، قاله السدي.
الثاني: ما رزقهم الله من خير الدنيا، قاله يحيى بن سلام.
الثالث: ما أعطاهم من طاعته في الدنيا وجنته في الآخرة، قاله الحسن.
الرابع: الظفر والغنائم، حكاه النقاش.
ويحتمل خامساً: إن الحسنة في الدنيا الثناء وفي الآخرة الجزاء.

{وأرض الله واسعة} فيها قولان:
أحدهما: أرض الجنة رغبهم في سعتها، حكاه ابن عيسى.
الثاني: هي أرض الهجرة، قاله عطاء.
ويحتمل ثالثاً: أن يريد بسعة الأرض سعة الرزق لأنه يرزقهم من الأرض فيكون معناه. ورزق الله واسع، وهو أشبه لأنه أخرج سعتها مخرج الامتنان بها.

{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} فيه أربعة أوجه:
أحدها: يعني بغير مَنٍّ عليهم ولا متابعة، قاله السدي.
الثاني: لا يحسب لهم ثواب عملهم فقط ولكن يزدادون على ذلك، قاله ابن جريج.
الثالث: لا يعطونه مقدراً لكن جزافاً.
الرابع: واسعاً بغير تضييق قال الراجز:
يا هند سقاك بلا حسابه *** سقيا مليك حسن الربابة
وحكي عن علي كرم الله وجهه قال: كل أجر يكال كيلاً ويوزن وزناً إلا أجر الصابرين فإنه يحثى حثواً.


قوله عز وجل: {قل إن الخاسرين الَّذِينَ خَسِروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: خسروا أنفسهم بإهلاكها في النار، وخسروا أهليهم بأن لا يجدوا في النار أهلاً، وقد كان لهم في الدنيا أهل، قاله مجاهد وابن زيد.
الثاني: خسروا أنفسهم بما حرموها من الجنة وأهليهم من الحور العين الذين أعدوا لهم في الجنة، قاله الحسن وقتادة.
الثالث: خسروا أنفسهم وأهليهم بأن صاروا هم بالكفر إلى النار، وصار أهلوهم بالإيمان إلى الجنة وهو محتمل.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8